شهد إقليم الرحامنة مؤخراً تنظيم مجموعة من مواسم التبوريدة التي أعادت الاعتبار لهذا الموروث الثقافي العريق، باعتباره جزءا أصيلا من الهوية المحلية ومجالا رحبا لتجديد صلة الرحم بين أبناء القبائل، وترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، فضلا عن كونه فضاء لتثمين التراث اللامادي الذي تزخر به المنطقة.
وتحولت هذه المواسم إلى منصات احتفالية جمعت بين العادات الأصيلة والعروض الفلكلورية والفروسية التقليدية “التبوريدة”، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والدينية التي شكلت امتدادا لتقاليد راسخة في وجدان الساكنة.
وقد كان للحضور الدائم للسيد عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، أثر بالغ في تعزيز البعد المعنوي لهذه التظاهرات، حيث حرص على مواكبتها عن كثب، مؤكدا من خلال ذلك دعم السلطة الإقليمية للمبادرات الهادفة إلى صون التراث وتثمينه، وتشجيع الساكنة المحلية على الحفاظ على أصالتها، مع الانفتاح على رهانات التنمية.
إن مواسم الرحامنة لا تمثل مجرد طقوس احتفالية، بل تعد رافعة للتنمية المحلية، إذ تساهم في تحريك الدورة الاقتصادية عبر إنعاش الأنشطة التجارية والحرفية، وخلق فرص للتبادل الثقافي والاجتماعي بين مختلف مكونات الإقليم.
وبذلك، يظل هذا الإرث الشعبي جسرا يربط الماضي بالحاضر، ويعكس في الآن ذاته الرعاية الكبيرة التي يوليها المسؤولون، وفي مقدمتهم السيد العامل، لكل ما من شأنه تثبيت دعائم الهوية المغربية الأصيلة في بعدها المحلي والوطني.